السعودية: نقل 3.5 مليون طن من مناجم البعيثة وسط البلاد إلى مدينة رأس الخير على الخليج العربي

2014/07/06 الشرق الاوسط

أعلنت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) بدء تشغيل قطارات البوكسايت لنقل الخامات من مناجم البعيثة في منطقة القصيم إلى مرافق المعالجة والتصدير في مدينة رأس الخير التعدينية على الخليج العربي، لنقل نحو 3.5 ملايين طن سنويا لتزويد مصهر الألمنيوم التابع لشركة معادن بالخامات الأولية لتشغيله.

وخط قطارات البوكسايت هو الفرع الثاني لمشروع سار لقطارات المعادن، حيث يمثل الفرع الأول لقطارات المعادن خط قطار خامات الفوسفات من حزم الجلاميد من منطقة الحدود الشمالية إلى مدينة رأس الخير التعدينية، وكانت «سار» التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة، الذراع المالية لوزارة المالية السعودية؛ قد استثمرت نحو 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار).


وتسير «سار» قطارات مخصصة لنقل خامات البوكسايت على خط حديدي يبلغ طوله 600 كيلومتر تقريبا، وتشغل ضمن قطاع قطارات البوكسايت قطارين بعدد عربات تبلغ 92 عربة لكل قطار في الفترة الراهنة، فيما تبلغ سعة كل العربة الواحدة نحو 100 طن، وبطاقة استيعابية إجمالية قدرها 9200 طن للقطار، وتخطط الشركة خلال الفترة المقبلة إلى رفع عدد العربات بشكل تدريجي إلى 120 عربة بطاقة استيعابية إجمالية قدرها 12 ألف طن للرحلة الواحدة.

وتنقل خامات البوكسايت التي تعدّ المصدر الأساسي لمعدن الألمنيوم (على شكل صخور) آليا من مناجم الخام في منطقة البعيثة، ثم ينطلق القطار باتجاه معامل المعالجة لشركة معادن الألمنيوم في رأس الخير، وتستغرق عمليتا الشحن والتفريغ لكامل هذه الحمولة الضخمة قرابة الأربع ساعات فقط.

وتؤكد الشركة أن تشغيل خط قطارات البوكسايت سيزيح خلال الرحلة الواحدة أكثر من 480 شاحنة عن الطريق البري بين البعيثة ورأس الخير، وهو ما يعني رفعا لكفاءة استغلال الموارد الطبيعية لإنتاج الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية الضارة للبيئة، إضافة إلى خفض نسب الحوادث على الطرق العامة والتقليل من استهلاك بنيتها التحتية، مما يعني زيادة عمرها الافتراضي.

تكمن أهمية خام البوكسايت لاحتوائه مادة الألمونيا المكون الرئيس لمعدن الألمنيوم، الذي يدخل في صناعات كثيرة، أهمها الطائرات والسيارات ومواد التغليف والبناء والتشييد وغيرها.

كما يأتي تشغيل شركة «سار» لقطارات البوكسايت في هذه الفترة تزامنا مع بدء شركة معادن للألمونيوم إنتاجها التجريبي دعما لهذه الصناعة، لا سيما أن شركة معادن للألمونيوم تستهدف طاقة إنتاجية قدرها 380 ألف طن من صفائح الألمنيوم سنويا، بينما تؤكد الإحصاءات أن احتياطيات السعودية من هذه المادة الخام في المناجم تكفي لأكثر من 50 سنة مقبلة، وهو ما يبرز الجدوى الاقتصادية للخطوط الحديدية كأحد الحلول الاستراتيجية للنقل بالمملكة.


أمام ذلك قال منصور بن صالح الميمان رئيس مجلس إدارة الشركة «إن الوفاء بالتزامنا تجاه شريكنا الاستراتيجي شركة (معادن) كان أحد أبرز أولوياتنا».

كما أكد على أن العمل لاستكمال تشغيل خط البوكسايت قد جرى بشكل متواز مع استيفاء معادن للألمونيوم لمرفقها في كل من البعيثة ورأس الخير.


وحول قدرة سار على مواكبة احتياج النقل لشركة معادن للألمونيوم أوضح الميمان أن «سار» ومعادن يستهدفون نقل 3.5 مليون طن من هذا الخام سنويا، كما أن أسطول الشركة من عربات البوكسايت البالغ 240 عربة قادر على تحقيق هذا الهدف، ومتى ما دعت الحاجة وتوفرت الجدوى الاقتصادية فلن تتأخر «سار» عن زيادة عدد هذه العربات.

وأشار رئيس مجلس إدارة شركة «سار» إلى أن كمية الفوسفات الخام التي نقلتها شركة «سار» عبر قطارات الفوسفات من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مجمعات الصناعات التحويلية التابعة لشركة معادن للفوسفات في ميناء رأس الخير على الخليج العربي، عبر خط يبلغ طوله 1392 كيلومترا من مايو (أيار) 2011، تقترب حاليا من خمسة ملايين طن.

بدوره، عدّ عبد الرحمن بن محمد المفضي، أمين عام صندوق الاستثمارات العامة (الذراع الاستثمارية لوزارة المالية والجهة المالكة لشركة «سار») أن ما حققته «سار» على مستوى التشغيل لخط التعدين يؤكد أهمية مشروع قطار التعدين، وما يلعبه من دور محوري في دعم صناعة التعدين في السعودية التي باتت الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كما أشار المفضي إلى العوائد المنتظرة من الخطوط الحديدية في دعم الاقتصاد الوطني على جميع المستويات والأصعدة، وقال: «هناك عوائد مرتقبة للخطوط الحديدية؛ فمن تقديم خدمات النقل الثقيل الصناعات الكبرى للتعدين والبترول والبتروكيماويات إضافة إلى دعم قيام استثمارات جديدة في المدن الصناعية التي تشرف عليها هيئة المدن الصناعية في مختلف المناطق، مرورا بخلق موارد مالية جديدة، من خلال ربط موانئ المملكة على البحر الأحمر والخليج العربي ببعضها، وتفعيل دور الموقع الاستراتيجي على مستوى الشرق الأوسط في زيادة الاستفادة التجارية من الموانئ بما يدعم الاقتصاد الوطني».

وتابع: «المملكة ستكون همزة وصل بين كل من البضائع المقبلة من أوروبا وأميركا ومختلف الأسواق في دول الخليج العربي، وبضائع ومنتجات دول الشرق الآسيوي ومختلف الأسواق في دول الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا، من خلال تقليص المدة الزمنية لنقل البضائع عبر الخط الحديدي إلى مدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام مقارنة بالنقل البحري الكامل عبر البحر الأحمر وبحر العرب التي تتراوح مدته بين سبعة وعشرة أيام، إضافة إلى خفض التكاليف العالية المترتبة على التأمين، يضاف إلى ذلك تحقيق الوفر في استهلاك 75 في المائة تقريبا من الوقود المستخدم في الشاحنات حاليا، والمدعوم من الدولة، لتحقيق عائد اقتصادي كبير منه في حال جرى تسويقه خارج المملكة، وانتهاء بما سيضيفه دخول هذه الصناعة إلى المملكة، من حيث خلق فرص عمل واعدة للشباب السعودي».

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.