مراجعة كتاب: شجرة المال السحرية وقصص اقتصادية أخرى

2023/05/27 أرقام

يدرس الكتاب الذي ألفه الخبير الاقتصادي لورنزو فورني عام 2019 مجموعة متنوعة من الخرافات الاقتصادية والمفاهيم الخاطئة والمغالطات التي ظهرت مؤخرًا، خاصةً بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
 

يستهل الكاتب الفصل الأول بتوضيح حقيقة أن الاقتصاد ليس ميزانية أسرة يجب فيها توفير المال وإنفاقه بذكاء من أجل تجنب الديون.
 

ويؤكد الكاتب أن الاقتصاد يختلف عن ميزانية الأسرة؛ لأن الحكومة لديها السلطة لإنتاج وتنظيم المعروض النقدي الخاص بها في حين أن الأسر لديها مبلغ محدد من المال لإنفاقه.
 

موضحًا أن الحكومة يمكن أن تقترض المال، ويمكنها أيضا طباعة المال من خلال الانخراط في التيسير الكمي أو عن طريق القيام باستثمارات اقتصادية مباشرة.



 

- يؤكد الكاتب على الحاجة إلى فهم الفرق بين العجز والدين الوطني. في حين أن العجز هو الفجوة بين الإنفاق الحكومي وتحصيل الضرائب في سنة معينة، فإن الدين الوطني هو تراكم العجز السابق.
 

- وفقًا للكاتب، هناك حالات يكون فيها العجز مفيدًا للاقتصاد لأنه يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي ويخفض البطالة. كما يشكك الكاتب أيضًا في فكرة أن الإنفاق العام دائمًا ما يكون مكلفًا وغير فعال.

 

- "التضخم وتكلفة المعيشة" هو عنوان الفصل 2: ويدرس الكاتب العلاقة بين التضخم وتكلفة المعيشة في هذا الفصل، وهما فكرتان اقتصاديتان تستخدمان بشكل متبادل في وسائل الإعلام.

 

- حيث تشير تكلفة المعيشة إلى مبلغ المال اللازم للحفاظ على نوعية معيشة معينة، في حين يقيس التضخم معدل ارتفاع الأسعار في الاقتصاد.

 

- ويؤكد الكاتب أن عددًا من العوامل الأخرى، مثل التحولات في الرواتب ونفقات الإسكان والضرائب، يمكن أن يكون لها تأثير على تكلفة المعيشة بالإضافة إلى التضخم.

 

- ويواصل الكاتب من خلال وصف العديد من المؤشرات المستخدمة لتقييم التضخم، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ومؤشر أسعار التجزئة (RPI).

 

- كما يتحدث عن العديد من أنواع التضخم، بما في ذلك التضخم الناتج عن ارتفاع التكاليف والتضخم الناتج عن ارتفاع الطلب، فضلاً عن الدور الذي يمكن أن تلعبه السياسة النقدية في احتواء التضخم.

 

- تتمثل إحدى الأفكار الرئيسية للفصل في أنه، اعتمادًا على الموقف، يمكن للتضخم إما أن يساعد أو يضر بالاقتصاد.

 

- يمكن أن يقلل ارتفاع التضخم من قيمة المدخرات ويسبب عدم الاستقرار الاقتصادي، في حين أن التضخم المنخفض والمستقر يمكن أن يشجع النمو الاقتصادي والاستقرار.

 

- في نهاية المطاف، يركز الفصل بقوة على أهمية فهم التمييز بين التضخم وتكلفة المعيشة، وكذلك العلاقات المعقدة القائمة بين هذين المفهومين الاقتصاديين.

 

- أما الفصل الثالث من الكتاب وعنوانه "الضرائب وإعادة التوزيع وعدم المساواة" فيشرح كيف يمكن للضرائب أن تساعد في تعزيز الرعاية الاجتماعية وتقليل عدم المساواة في الدخل.

 

- يبدأ الكاتب بتحديد أنواع الضرائب المختلفة، بما في ذلك ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة وضريبة الشركات.

 

- كما يتحدث عن الطرق المختلفة التي يمكن بها استخدام الضرائب لإعادة توزيع الأموال، كما هو الحال من خلال الضرائب التصاعدية، حيث يدفع أصحاب الدخل الأعلى نسبة أكبر من دخلهم في الضرائب.

 

- يتناول القسم التالي من الفصل العلاقة بين الضرائب وعدم المساواة وكيف يمكن استخدام قوانين الضرائب للحد من التفاوت الاقتصادي.

 

- وبينما يزعم البعض أن الضرائب المرتفعة قد تخنق الابتكار والنمو الاقتصادي، يجادل الكاتب بأن هناك أدلة تشير إلى أن السياسات الضريبية المدروسة بعناية يمكن أن تعزز النمو الاقتصادي وتقلل من عدم المساواة.

 

- كما يدرس الكاتب فكرة الملاذات الضريبية، حيث يمكن للأفراد والشركات الاحتفاظ بأصولهم لتجنب دفع الضرائب. ويؤكد أن الملاذات الضريبية يمكن أن تقلل من تأثير قوانين الضرائب وتسهم في اتساع الفجوة الاقتصادية.

 

- "الاقتصاد العالمي والتجارة" هو موضوع الفصل الرابع، يبحث الكاتب في كيفية ترابط الاقتصاد العالمي وكيف تساهم التجارة في النمو الاقتصادي والتنمية.

 

- ويواصل الكاتب من خلال تحديد كيف نمت التجارة في أهميتها للاقتصاد العالمي، مع العديد من الدول التي تعتمد الآن بشكل كبير على الصادرات لتغذية توسعها الاقتصادي.

 

- كما يتحدث عن مزايا وعيوب التجارة، بما في ذلك إمكانية تحسين الإنتاجية والابتكار وكذلك خطر فقدان الوظائف والضرر البيئي.

 

- بالإضافة إلى ذلك، يحلل الكاتب كيف أن المؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية لها دور في تنظيم التجارة وتعزيز النمو الاقتصادي.

 

- ويناقش الجهود التي تبذلها منظمة التجارة العالمية لخفض الحواجز التجارية وتعزيز التجارة الحرة، ولكن أيضا الانتقادات التي تلقتها لصالح مصالح الدول الصناعية على مصالح الدول النامية.

 

- في الفصل الخامس وعنوانه "النمو والإنتاجية والابتكار"، يدرس الكاتب العوامل التي تؤثر على النمو الاقتصادي، وكذلك المساهمة التي توفرها الإنتاجية والابتكار للنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

 

- يبدأ الكاتب بتحديد التنمية الاقتصادية طويلة الأجل والنمو الاقتصادي قصير الأجل بالإضافة إلى العديد من العناصر التي تدخل في كليهما، ثم يحول انتباهه إلى الإنتاجية، وهي الفعالية التي يتم بها استخدام الموارد لإنتاج السلع والخدمات.

 

- ثم يناقش الفصل كيف يساعد الابتكار على النهوض بالنمو الاقتصادي والإنتاجية. وكيف يمكن للتحسينات في التقنيات الإدارية والتقدم التقني أن تؤدي إلى المزيد من الإنتاج والكفاءة، والتي بدورها يمكن أن تحفز النمو الاقتصادي.

 

- ويشدد الفصل على أهمية السياسات التي تعزز الإنتاجية والابتكار، مثل الإنفاق على البحث والتطوير والتعليم والبنية التحتية.

 

 - وأيضًا على ضرورة أن تحقق الحكومات توازنا بين النمو الاقتصادي القصير الأجل والأهداف الإنمائية الطويلة الأجل، فضلا عن ضمان توزيع منافع الإنتاجية والابتكار توزيعا عادلا في جميع أنحاء المجتمع.

 

- "السياسة النقدية والبنوك المركزية" هو عنوان الفصل 6، حيث يبحث الكاتب في وظيفة البنوك المركزية في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي والتحكم في عرض النقود في هذا الفصل.

 

- يستهل الكاتب الفصل بتعريف السياسة النقدية، وهو المصطلح المستخدم لوصف التدابير التي تقوم بها البنوك المركزية للسيطرة على كمية الأموال في الاقتصاد والتأثير على أسعار الفائدة.

 

- ويتحدث عن العديد من الأدوات التي تستخدمها البنوك المركزية لتنفيذ السياسة النقدية، بما في ذلك عمليات السوق المفتوحة، ومتطلبات الاحتياطي، وتحديد أسعار الفائدة.

 

- ثم ينظر الفصل في أهداف السياسة النقدية، والتي هي عموما لدعم استقرار الأسعار، والعمالة الكاملة، والنمو الاقتصادي.

 

- يلخص الكاتب الصعوبات التي تواجهها البنوك المركزية في محاولتها لتحقيق التوازن بين هذه الأهداف المتضاربة.

 

- كما يغطي الكاتب كيف يمكن للبنوك المركزية الاستجابة للصدمات الاقتصادية والكوارث مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

 

- ويناقش كيف أنه عندما تتوقف التقنيات التقليدية عن العمل، يمكن للبنوك المركزية استخدام أدوات السياسة النقدية غير التقليدية مثل التيسير الكمي لزيادة تحفيز الاقتصاد.

 

- ويؤكد في ختام الفصل على أهمية استقلالية البنك المركزي وانتهاج الشفافية، فضلا عن ضرورة التواصل الجيد بين البنوك المركزية وعامة الناس.

 

- يلخص الفصل الأخير من الكتاب، بعنوان "الأساطير والحقائق الاقتصادية"، النقاط الرئيسية ويقترح نهجًا أكثر تعقيدًا وقائمًا على الحقائق للسياسة الاقتصادية.

 

- في نهاية المطاف، يشكك الكتاب في العديد من المعتقدات والأحكام المسبقة على نطاق واسع مع تقديم تحليل نقدي ودقيق للمخاوف الاقتصادية. وهو كتاب مفيد لأي شخص مهتم بالسياسة العامة أو الاقتصاد.

 

المصدر: مودرن دبلوماسي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة